الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
177- إِذا كانَ لَكَ أَكْثَرِي فَتَجافَ ليِ عَنْ أَيْسَرِي. يضرب للذي فيه أخلاق تُسْتَحْسن وتَبْدُر منه أحياناً سَقْطة: أي احتمل من الصديق الذي تحمده في كثير من الأمور سيئةً يأتي بها في الأوقات مرة واحدة. 178- أَنا غَرِيرُك مِنْ هذَا الأمْرِ. أي أنا عالم به فاغْتَرَّنِي، أي سَلْنِي عنه على غرة أخبرك به من غير استعداد له، وقال الأصمعي: معناه أنك لست بمغرور من جهتي، لكن أنا المغرور، وذلك أنه بلغني خبر كان باطلاً فأخبرتك به، ولم يكن ذاك على ما قلت لك. 179- أَنا مِنْهُ فالِجُ بْنُ خَلاَوَةَ. أي أنا منه بريء، وذلك أن فالج بن خلاوة الأشجعي قيل له يوم الرقم لما قتل أنيس الأسْرَى: أتنصر أنيساً؟ فقال: أنا منه بريء، فصار مثلا لكل مَنْ كان بمعزِلٍ عن أمر، وإن كان في الأصل اسْماً لذلك الرجل. [ص 47] 180- أَنْتَ تَئِقٌ، وَأَنا مَئِقٌ، فَمَتَى نَتَّفِقُ؟ قال أبو عبيد: التَّئِقُ السريعُ إلى الشر، والمئِق: السريعُ إلى البكاء، وقال الأصمعي: هو الحديد يعني التئق، قال الشاعر يصف كلباً: أصْمَع الكَعْبين مَهْضُوم الْحَشَا * سرطم اللَّحْيَيْن معاج تَئِقْ والمَأَق بالتحريك: شبيه الفُوَاق يأخذ الإنسان عند البكاء والنَّشِيج، كأنه نَفَس يقلعه من صدره: وقد مَئِقَ مأقا. والتَّأق: الامتلاء من الغضب. يضرب للمختلفين أخلاقا. 181- إِنَّهُ لَنَكِدُ الْحَظِيرَةِ. النَّكَد: قلة الخير، يقال: نَكِدَتِ الركيَّة، إذا قل ماؤها، وجمع النكِدِ أنكاد ونكد قال الكميت. نزلت به أنف الربيـ * ع (الربيع) وزايلت نُكْدَ الحظائر قال أبو عبيد: أراه سمى أمواله حَظِيرة لأنه حَظَرها عنده ومَنَعها، فهي فَعيلة بمعنى مَفْعُولة. 182- أنْتَ مَرَّةً عَيْش، وَمَرَّةً جَيْش. أي أنت ذو عيش مرة وذو جيش أخرى، قال ابن الأعرابي: أصله أن يكون الرجل مرة في عيش رَخِيّ ومرة في شِدَّة. 183- إنْ لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فَنَفَشٌ. النَّفَشُ: الصوف، قاله ابن الأعرابي، يعني إن لم يكن فعل فرياء، وقال غيره: النفَش القليل من اللبن. يضرب عند التَّبَلُّغِ باليسير. 184- آهَةً وَمَيهَة. قال الأصمعي: الآهة التأوّه والتوجع، قال المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ: إذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ * تأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ وقال بعضهم: الآهة الحَصْبَة. والميَهة: الجدَرِي، يعني جُدَرِيَّ الغنم. قال الفراء: هي الأمِيهة أسقطت همزتها لكثرة الاستعمال، كما أسقطوا همزة هو خَيْرٌ مني وشَرٌ مني، وكان الأصل أخْيَر وأشَرُّ. ويقال من ذلك: أُمِهَت الغنم فهي مَأمُوهة. وقال غيره: مِيهة وأمِيهة واحد، قال الشاعر: طَبيخ نُحَاز أو طبيخ أمِيَهة * صَغِير العِظام سَيِّء الْقِشْمِ أمْلَط (النحاز - بالضم - داء يصيب الإبل. والأميهة: جدري الغنم كما قال المؤلف. والقشم بالكسر - الجسد. والأملط: الذي ليس على جسده شعر) [ص 48] 185- إلَيْكَ يُسَاقُ الْحَدِيثُ. زعموا أن رجلا أتى امرأةً يخطُبها، فأنعظ وهي تكلمه، فجعل كُلَّما كلمتْهُ ازداد إنعاظا، وجعل يستحي ممن حضرها من أهلها، فوضع يده على ذكره وقال: إلَيْكَ يُسَاقُ الحديثُ، فأرسلها مثلا. وقال ابن الكلبي: جَمَع عامر بن صَعْصَعَة بنيه ليُوصِيَهم عند موته، فمكث طويلاً لا يتكلم، فاستحثهُ بعضهم، فقال له: إليك يساق الحديث. 186- أنَا النذَّيِرُ الْعُرْيانُ. قال ابن الكلبي: من حديث النذير العريان أن أبا دُوَاد الشاعرَ كان جاراً للْمُنْذر ابن ماء السماء، وأن أبا دُوَاد نازَع رجلا بالحِيرة من بَهْراء يقال له رقبة بن عامر، فقال له رقبة: صالحني وحالفني، قال أبو داود: فمن أين تعيش أبا داود؟ فواللّه لولا ما تصيب من بَهْرَاء لهلكت، ثم افترقا على تلك الحالة، وإن أبا دُوَاد أخرج بَنِينَ له ثلاثةً في تجارة إلى الشام، فبلغ ذلك رقبة، فبعث إلى قومه فأخبرهم بما قال له أبو دُوَاد عند المنذر، وأخبرهم أن القوم وَلَدُ أبي دُوَاد، فخرجوا إلى الشام فقتلوهم وبعثوا برءوسهم إلى رقبة، فلما أتته الرءوس صنَع طعاماً كثيراً، ثم أتى المنذر فقال له: قد اصطنعت لك طعاماً فأنا أحب أن تَتَغَدّى، فأتاه المنذر وأبو دُوَاد معه، فبينا الجِفان تُرْفَع وتوضع إذ جاءت جَفْنة عليها أحد رؤس بني أبي دُوَاد، فقال أبو داود: أبَيْتَ اللَّعْنَ إني جارُكَ وقد ترى ما صنع بي، وكان رقبة جارا للمنذر، قال فوقعَ المنذر منهما في سوأة، وأمر برقبة فحبس، وقال لأبي دُوَاد: ما يرضيك؟ قال: أن تبعث بكتيبتيك الشَّهْباء والدَّوْسَر إليهم، فقال له المنذر: قد فعلْتُ، فوجَّه إليهم الكتيبتين، قال: فلما رأى ذلك رقبة مِنْ صُنْع المنذر قال لامرأته: الْحَقِي بقومك فأنذريهم، فعمدت إلى بعض إبل البَهْرَاني فركبته ثم خرجت حتى أتت قومها فعرّفت، ثم قالت: أنا النَّذِيرُ العُرْيَان، فأرسلتها مثلا، وعرف القومُ ما تريد، فَصَعدوا إلى علياء الشام، وأفبلت الكتيبتان فلم تصيبا منهم أحدا، فقال المنذر لأبي دواد: قد رأيتَ ما كان منهم، أفيُسْكِتك عني أن أعطيك بكل رأس مائتي بعير؟ قال: نعم، فأعطاه ذلك، وفيه يقول قيس بن زهير العبسي: سأفْعَلُ مَا َبَدا لِيَ ثُمَّ آوِي * إلى جارٍ كَجَارِ أبِي دُوَاد وقال غيره: إنما قالوا "النذير العريان" لأن الرجل إذا رأى الغارة قد فَجَأتْهم وأراد إنذار قومه تجرَّد من ثيابه وأشار بها ليعلم أنه [ص 49] قد فجأهم أمر، ثم صار مثلاً لكل أمر تُخَاف مفاجأته، ولكل أمر لا شبهة فيه. 187- إِيَّاكِ أعْنِي وَأسْمَعِي يَا جَارَهْ. أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري، وذلك أنه خرج يريد النعمان، فمر ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي، فقيل له: حارثة بن لأم، فأمَّ رَحْلَه فلم يُصِبْه شاهدا فقالت له أخته: انْزِلْ في الرَّحْب والسَّعَة، فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خِبائها فرأى أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم، وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها، فرقع في نفسه منها شيء، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بِفناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول: يَا أخْتَ خَيْرِ الْبَدْوِ وَالْحَضَارَهْ * كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَى فَزَارَهْ أصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَهْ * إيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني، فقالت: ماذا بِقَوْلِ ذي عقل أريب، ولا رأيٍ مصيب، ولا أنف نجيب، فأقِمْ ما أقَمْتَ مكرَّما ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً، ويقال أجابته نظماً فقالت: إنِّي أقُولُ يَا فَتَى فَزَارَهْ * لاَ أبْتَغِي الزَّوْجَ وَلاَ الدَّعَارَهْ وَلاَ فِرَاقَ أَهْلِ هذِي الْجَارَهْ * فَارْحَلْ إلىَ أهْلِكَ بِاسْتِخَارَهْ فاسْتَحْيا لفتى وقال: ما أردتُ منكرا واسوأتاه، قالت: صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها، وكان جميلا، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه. يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره. 188- أبِي يَغْزو، وأُمِّي تُحَدِّثُ. قال ابن الأعرابي: ذكروا أن رجلا قدِم من غَزَاة، فأتاه جيرانُه يسألونه عن الخبر، فجعلت امرأته تقول: قَتَل من القوم كذا، وهَزَم كذا، وجُرِح فلان، فقال ابنها متعجبا: أبي يغزو وأُمي تحدث. 189- إنّمَا هُمْ أكَلَةُ رَأْسٍ. يضرب مثلا للقوم يَقِلّ عددهم. 190- أُكْلَةُ الشّيْطَانِ. قالوا: هي حَيَّةٌ كانت في الجاهلية [ص 50] لا يقوم لها شيء، وكان يأتي بيتَ اللّه الحرامَ في كل حين فيضرب بنفسه الأرضَ فلا يمرُّ به شيء إلا أهلكه، فضُرب به المثل في كل شيء ذهب فلم يوجد له أثر. وأما قولهم "إنما هو شَيْطان من الشياطين" فإنما يُرَاد به النشاط والقوة والبَطَر. 191- إلَيْكَ أُنْزِلَتِ الْقِدْرُ بِأحْنائِهَا . أي: جوانبها. هذا مثلُ قولهم "إليك يُسَاق الحديث" (مضى برقم 187) 192- الأمْرُ يَعْرِضُ دُونَهُ الأمْرُ. ويورى "يحدث". يضرب في ظُهُور العَوَائق. 193- إحْدَى عَشِيَّاتِكِ مِنْ نَوْكَى قَطَنٍ. النَّوْكى: جمع أنْوَكَ، وقَطَن: هو قَطَنُ ابن نَهْشَلْ بن دارم النَّهْشَلي، وحَمْقَاهم أشدُّ حُمْقاً من غيرهم، ولعل إبل هذا القائل لقيَتْ منهم شرا فضرب بهم المثل، وهذا مثل قولهم "إحدى لياليك من ابن الحرّ" (مضى برقم 119) " و "إحدى لياليك فَهِيسِي"(مضى في رقم 119- أيضا) 194- أحَدَ حِمارَيْكِ فَازْجُرِي. أصْلُه في خطاب امرأة. يضرب لمن يتكلف ما لا يَعْنيه. 195- إحْدَى عَشِيَّاتِكَ مِنْ سَقْىِ الإِبِلِ. يضرب للمُتْعَب في عمل. 196- أخَذُوا في وَادِي تُوُلِّهَ. من الوَلَه، وهو مثل تُضُلِّل - بضم التاء والضاد وكسر اللام - في وزنه ومعناه، والوَلَه: التحير. يضرب لمن وقع فيما لا يهتدي للخروج منه . 197- أخُوكَ أمِ الذِّئْبُ. أي: هذا الذي تَرَاه أخوك أم الذئب، يعني أن أخاك الذي تختاره مثل الذئب فلا تأمنه. يضرب في موضع التَّمَارِي والشك. 198- أدَّى قِدْراً مُسْتَعِيرُهَا. يضرب لمن يعطي ما يلزمه من الحق. 199- إذَا كَوَيْتَ فَأنْضِجْ وإذا مَضَغْتَ فَادْقِقْ. يضرب في الحثِّ على إحكام الأمر. 200- إنَّكَ لَتُمَدُّ بِسُرْمِ كرِيمٍ. ويروى "بشلو كريم" وأصله أن رجلاً [ص 51] امتنع من الأكل أنَفَةً من الاستفراغ حتى ضعف، فافترسه الذئب وجعل يأكله وهو يقول هذا القول حتى هلك. يضرب لمن يفتخر بما لا افتخار به. 201- إنَّكَ ما وَخَيْراً. "ما" زائدة، ونصب "خيرا" على تقدير إنك وخيرا مجموعان أو مقترنان. يضرب في موضع البشارة بالخير وقُرْب نَيْل المطلوب. 202- إن الهَوَى يَقْطَعُ العَقَبَةَ . أي: يحمل على تحمُّل المشقَّة، وهو كقولهم "إن الهَوَى ليميلُ". 203- إنَّ في مِضُِّ َلسِيما. ويروى "لمَطْمعاً". مضّ: كلمة تستعمل بمعنى لا، وليست بجواب لقضاء حاجة ولا ردّ لها، ولهذا قيل: إن فيه لمطمعا، وإن فيه لعلامة، قال الراجز: سألت هَلْ وَصْلٌ فَقَالَتْ مِضِّ (وبعده*وحركت لي رأسها بالنغض) وسِيَما: فِعْلى من الوَسْم، والأصل فيه وِسْمى، فحُوِّلَت الفاء إلى العين فصارت سِوْمى، ثم صارت سِيَما، فهي الآن عِفْلى. ومعنى المَثل إن في مض لعلامة درك. يضرب عند الشك في نيل شيء. 204- إنْ تَنْفِرِي لَقَدْ رَأَيْتِ نَفْراً . يقال: نَفَر يَنْفِر ويَنْفُرُ نِفَاراً ونُفُورا، وأما النَّفْر فهو اسمٌ من الإنفار. يضرب لمن يَفْزَع من شيء يحقّ أن يُفْزَع منه. 205- إنْ لَمْ يَكُنْ وِفَاق فَفِراق . أي: إن لم يكن حَبٌّ في قَرْب فالوجه المفارقة. 206- إنِّي مُنَثِّرٌ وَرِقي فَمَنْ شاءَ أبْقَى وَرِقَهُ (يروى "فمن شاء ألقى ورقه"). وذلك أن رجلا فاخَر رجلا فنحَر أحدهما جَزورا، ووضع الجِفان، ونادى في الناس، فلما اجتمعوا أخذ الآخر بَدْرَة وجعل ينثر الوَرِق، فترك الناسُ الطعام واجتمعوا إليه. يضرب في الدَّهَاء. 207- أوْمَرِناً ما أُخْرَى. المَرِنُ - بكسر الراء - الخُلُق والعادة، يقال: ما زال ذلك مَرِنِي، أي عادتي، و "ما" صلة، وأخرى: صفة للمرِن على معنى العادة ونصب "مرنا" بتقدير فعل مضمر، كأنه جواب مَنْ يقول قولاً غير موثوق به، فيقول [ص 52] السامع: أومَرِنا، أي وآخذ مرنا غيرَ ما تحكي، يريد الأمر بخلاف ذلك. 208- أهْلَكَ وَاللَّيْلَ. أي أذكر أهلك وبُعْدهم عنك، واحذر الليل وظلمته، فهما منصوبان بإضمار الفعل. يضرب في التحذير والأمر بالحَزْم. 209- إِنَّكَ لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبَ. أي: لا تجد عند ذي المَنْبِتِ السوء جميلاً، والمثلُ من قول أكْثَم، يقال: أراد إذا ظُلمت فاحذر الانتصار فإن الظلم لا يَكْسِبُكَ إلا مثلَ فعلك. 210- إنَّكَ بَعْدُ في العَزَازِ فَقُمْ. العَزَاز: الأرض الصُّلْبة، وإنما تكون في الأطراف من الأرَصِينَ. يضرب لمن لم يَتَقَصَّ الأمر ويظن أنه قد تقصَّاه. قال الزُّهْري: كنت أختلف إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه بن مسعود، فكنت أخْدُمه، وذَكَر جَهْده في الخدمة، ثم قال: فقدرت أني استنطقت ما عنده، فلما خرج لم أقُمْ له، ولم أظهر له ما كنت أظهره من قبلُ، قال: فنظر إليَّ وقال: إنك بعدُ في العَزَاز فقم: أي أنت في الطَّرَف من العلم لم تَتَوَسَّطه بعدُ. 211- إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ. أي" إنما يجب أن تتمسك بإخاء مَنْ تَمَسَّكّ بإخائك. 212- إذَا أخَذْتَ عَمَلاً فَقَعْ فيه، فاِنَّما خَيْبَتُهُ تَوَقِّيهِ. ويروى "إذا أردت عملاً فخُذْ فيه" أي إذا بدأت بأمرٍ فمارِسْهُ ولا تَنْكُلْ عنه، فإن الخيبة في الهيبة. 213- إذَا تَوَلَّى عَقْدَ شَيٍْ أوْثَقَ. يضرب لمن يوصَفُ بالحزم والجد في الأمور. 214- أوَّلُ العِيِّ الاخْتِلاَطُ. يقال "اختلط" إذا غضب، يعني إذا غضب المخاطَبُ دلَّ ذلك على أنه عَيَّ عن الجواب يقال: عَىّ (يقال: عى وعي، الأول بالإدغام، والثاني بالفك على مثال رضى) يَعْيا عِيّاً بالكسر فهو عَىّ بالفتح. 215- أوَّلُ الحَزْمِ المَشُورَةُ. ويروى المَشْوَرَة، وهما لغتان، وأصلُهما من قولهم: شُرْتُ العَسَلَ واشْتَرْتُهَا، إذا جَنَيْتَهَا واستخرجتها من خَلاَياها، والمَشُورة معناها استخراجُ الرأي، والمثلُ [ص 53] لأكْثَمَ بن صَيْفي. ويروى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال: الرجالُ ثلاثة: رجلٌ ذو عقلٍ ورأيٍ، ورجلٌ إذا حَزَبه أمر أتى ذا رأيٍ فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رَشَدَا ولا يطيع مُرْشِدًا. 216- أنَا دُونَ هَذَا، وَفَوْقَ ما فيِ نَفْسِكَ. قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل مَدَحه نِفَاقا. 217- إياكَ وَأنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ. أي: إياك أن تَلْفِظَ بما فيه هلاكك، ونُسِبَ الضربُ إلى اللسان لأنه السبب كقوله تعالى 218- أيْنَمَا أُوَجِّهْ ألْقَ سَعْداً. كان الأضْبَطُ بن قُرَيْع سيدَ قومه، فرأى منهم جَفْوة، فرحَل عنهم إلى آخرين، فرآهم يصنعون بساداتهم مثلَ ذلك، فقال هذا القول. ويروى "في كُلِّ وَادٍ سَعْدُ ابْنُ زَيْدٍ". 219- إنَّكَ لَتَحْسِبُ عَلَيَّ الأَرْضَ حَيْصاً بَيْصاً. وحَيْصَ بَيْصَ: أي ضَيّقة. 220- إسْتَاهِلِي إِهَالَتيِ، وَأحْسِنِي إيَالَتِي. أي: خُذِي صَفْو مالي، وأحسني القيام به عليَّ. 221- أُلْتُ اللِّقَاحَ وَأيلَ عَلَيَّ. قالته امرأة كانت راعيةً ثم رُعِي لها، وأُلْتُ: من الإيالة وهي السياسة، ومثله "قد أُلْنَا وإيلَ عَلَيْنَا" قاله زِياد ابن أَبِيِه. 222- أنْتَ مِمَّنْ غُذِىَ فأَرْسِلْ. يضرب لمن يُسْأل عن نسبه فَيَلْتَوِي به. 223- أنْتِ الأَمِيرُ فَطَلِّقي أوْ رَاجِعِي. يضرب في تأكيد القُدْوة تهكُّماً وَهُزُؤا. 224- إذَا حَزَّ أخُوكَ فَكُلْ. يضرب في الْحَثَّ على الثقة بالأخ. 225- إمَّا عَلَيْهَا وَإمَّا لَها. أي ارْكَبِ الخطر على أي الأمرين وَقَعْتَ من نجْح أو خَيْبة، والهاء في "عليها" و "لها" راجعة إلى النفس، أي: إما أن تحمل عليها وإنا أن تتحمل الكَدَّ لها. 226- إنَّهُ لَرَابِطُ الْجَاشِ عَلَى الأغْبَاشِ. الجأش: جأش القلب وهو رُوَاعُهُ: أي موضع رَوْعه إذا اضطرب عند الفَزَع، ومعنى " رابط الجأش" أنه يَرْبِطُ نفسَه عن الفرار [ص 54] لشجاعته. والأغباش: جمع غَبَش، وهو الظلمة . يضرب للجَسُور على الأهوال. 227- إمَّا خَبَّتْ وَإمَّا بَرَكَتْ. الْخَبَبُ والْخَبِيبُ والخبّ: ضرب من العَدْو، وذلك إذا راوح بين يديه ورجليه. يضرب للرجل يُفرط مرة في الخير ومرة في الشر، فيبلغ في الأمرين الغاية. 228- إنَّهُ مَاعِزٌ مَقْرُوظٌ. الماعز: واحد المَعْز، مثل صَاحِب وصَحْب، والماعز أيضا: جلد المعز، قال الشماخ: وَبُرْدَانِ مِنْ خَالٍ وَسَبْعُونَ دِرْهَماً * عَلَى ذَاكَ مَقْرُوظٌ مِنَ القِدّ مَاعِزُ والمقروظ: المدبوغ بالقَرَظ. يضرب للتامّ العقل الكامل الرأي. 229- إنَّ أُضَاحاً مَنْهَلٌ مَوْرُودٌ. أُضَاح - بالضم - موضع، يذكر ويؤنث يضرب مثلاً للرجل الكثير الغاشية (الغاشية: الزوار والخلان والسؤال والخدم) الغزير المعروف. 230- امْرَأً وَمَا اخْتَارَ، وَإنْ أبى إلاَّ النَّارَ. أي: دَعْ امرأً واختياره. يضرب عند الحضِّ على رَفْض مَنْ لم يقبل النصح منك. 231- أنْتَ في مِثْلِ صاحِبِ البَعْرَةِ. وذلك أن رجلا كانت له ظِنَّة في قوم، فجمعهم ليستبرئهم، فأخذ بَعَرَة، فقال: إني أَرْمِي ببعرتي هذه صاحبَ ظِنَّتي، فجَفَل لها أحدُهم، فقال: لا تَرْمِنِي ببعرتك فأخْصَمَ على نفسِه. يضرب لكل مُظْهِر على نفسه ما لم يُطَّلَعْ عليه. 232- أخُو الكِظَاظِ مَنْ لا يسْأَمُهُ. المُكَاظَّة: المُمَارسة الشديدة في الحرب، وبينهم كِظاظ، قال الراجز: إذْ سَئِمَتْ ربيعةُ الكِظَاظَا* يضرب لمن يؤمر بمشارّة القوم، أي أخو الشَّرِّ مَنْ لا يملّه. 233- أنْتَ لَها فَكُنْ ذَا مِرَّةٍ. الهاء للحرب، أي أنت الذي خُلِقْتَ لها فكن ذا قُوَّة. 234- إنْ لَمْ أنْفَعْكُمْ قَبَلاً لَم أنْفَعْكُمْ عَلَلا. القَبَل والنَّهَل: الشُّرْبُ الأولُ. والعَلَل: الشرب الثاني، والدِّخَالُ: الثالث، يقول: إن لم أنفعكم في أول أمركم لم أنفعكم في آخره. [ص 55] 235- إِنَّ العِرَاكَ في النَّهَلِ. العِرَاكُ: الزحامُ. يضرب مثلا في الخصومة، أي أول الأمر أشَدُّه، فعاجِلْ بأخذ الْحَزْم. 236- إِنَّ الهَزِيلَ إِذَا شَبِعَ ماتَ. يضرب لمن استغنى فتجبَّر على الناسِ. 237- أَمْرٌ فَاتَكَ فَارْتَحِلْ شَاتَكَ. يضرب للرجل يسألك عن أمر لا تُحِبُّ أن تخبره به، يريد أنك إن طلبته لا تَقْدِرُ عليه كما لا تقدر أن ترتحل شاتك. 238- إلَى ذَلِكَ ما أوْلاَدُها عِيسٌ. "ذلك" إشارة إلى الموعود، والهاء في "أولاها" للنوق، و "ما" عبارة عن الوقت يضرب للرجل يَعِدُك الوَعْدَ، فيطول عليك فتقول: إلى أن يحصل هذا الموعود وقت تصير فُصْلاَن النوق فيه عِيسا. ومثله قولهم. 239- إِلَى ذَاكَ ما باضَ الحمَامُ وَفَرَّخَا. يضرب للمطول الدفاع. 240- إِنْ كنْتِ غَضْبَى فَعَلَى هَنِكِ فَاغْضَبِي. قال يونس بن حبيب: يقال: زَنَتْ ابنةٌ لرجل من العرب وهي بكر، فناداها أبوها يا فلانة، فقالت: إني غَضْبَى، قال لها أبوها: ولم؟ قالت: إني حُبَيْلى، قال: إن كنت غضبى، المَثَلَ، أي هذا ذنبك. يضرب في موضع قولهم "يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخَ". 241- أنَا أشْغَلُ عَنْكَ مِنْ مُوضِعِ (يقال: وضع الرجل بهمه، أي ألزمها المرعى، فالثلاثي متعد، فكان ينبغي أن يقال"من واضع بهم - الخ) بَهْمٍ سَبْعِين. لأن صاحب البَهْم أكْثَرُ شغلا من غيره لصغر نتاجه. 242- أخُو الظَّلْمَاءَ أعْشى باللَّيْلِ. يضرب لمن يُخْطئ حجتَه ولا يُبْصِر المَخْرَجَ مما وقع فيه. 243- إِنْ كُنْتَ عَطْشَانَ فَقَدْ أنَى لَكَ. يضرب لطالب الثأر، أي قد أَنَى لك أن تنتصر، وأنى وآنَ لغتان في معنى حَانَ. 244- إِنَّ أخَا العَزَّاءِ مَنْ يَسْعَى مَعَك. العَزَّاء: السَّنَة الشديدة، أي إن أخاك مَنْ لا يَخْذُلُكَ في الحالة الشديدة. 245- أنْتَ مِنِّي بيْنَ أُذُنِي وَعَاتِقي. أي بالمكان الأفضل الذي لا أستطيع رفع حقه. 246- إِنَّ مِنَ اليَوْمِ آخِرَهُ. يَضربه مَنْ يُستبطأَ فيقال له: ضَيَّعْتَ [ص 56] حاجتك، فيقول: إن من اليوم آخره، يعني أن غُدُوَّهُ وَعَشِيَّه سواء. 247- إِبِلِي لَمْ أَبِعْ وَلَمْ أهَبْ. أي لم أبعها ولم أهبها. يضرب للظالم يخاصمك فيما لا حَقَّ له فيه . 248- إِنْ لاَ تَلِدْ يُولَدْ لَكَ. يعني أن الرجل إذا تزوج المرأة لها أولاد من غيره جَرَّدُوه. يضرب للرجل يُدْخِلُ نفسَه فيما لا يَعْنيِه فيبتلي به. 249- إِنَّ مِنَ الحُسْنِ شِقْوَةً. وذلك أن الرجل ينظر إلى حسنه، فيَخْتَال فيَعْدُو طًوْرَه فيشقيه ذلك ويبغّضه إلى الناس. 250- إِنها الإبِلُ بِسَلاَمَتِهَا. قال يونس: زعموا أن الضبع أخذت فصيلا رازما في دار قوم ارتحلوا وخَلَّوْه، فجعلت تخليه للكلأ، وتأتيه فتغارّه إياه (تغاره إياه: تطعمه إياه)، حتى إذا انتلأ بطنه وسمن أتته لتستاقه، فركضها ركضة دَقَمَ (دقم فاها: كسر أسنانها) فاها، فعند ذلك قالت الضبع: إنها الإبل بسلامتها. يضرب لمن تزدريه فأخلف ظنك. 251- أخُوكَ أمِ اللَّيْلُ. أي المرئى أخوك أم هو سواد الليل. يضرب عند الارتياب بالشيء في سواد وظلمة. 252- إِنَّهَا مِنِّي لأَصِرَّي. قال ابن السكيت: يقال: أَصِرَّي، وأَصِرِّى، وصِرَّى، وصُرَّى (وبقى لغتان: تشديد الراء مكسورة مع ضم الصاد أو فتحها) واشتقاقها من قولهم "أصْرَرْتُ على الشىء" أي أقمت ودُمْت، والهاء في "إنها" كناية عن اليمين أو العزيمة. يقوله الرجل يعزم على الأمر عزيمةً مؤكدةً لا يَثْنِيه عنها شىء. 253- أَخَذَتِ الإِبِلُ رِمَاحَهَا. ويروى "أسلحتها" وذلك إذا سَمِنت فلا يجد صاحبُها من نفسه أن يَنْحَرَها. 254- أنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ. يراد به على التَّجْربة، ولفظ المفعول من المنشعبة يصلح للمصدر وللموضع وللزمان وللمفعول، و"على" مِن صلة الإشراف: أي إنك مُشْرِف على ما تجرّبه، قيل: أصْلُ المثل أن رجلا أراد مقاربة امرأة، فلما دنا منها قال: أبكر أنت ثم ثيب؟ فقالت: أنت على المجرب، أي أنك مُشْرِف على التجربة. يضرب لمن يسأل عن شيء يَقْرَبُ [ص 57] علمه منه، أي لا تسأل فإنك ستعلم. 255- إِنَّكَ لَوْ صاحَبْتَنَا مَذِحْتَ. يقال: مَذِحَ الرجلُ إذا انسحج فَخِذَاه يضربه الرجل مرت به مَشَقَّة ثم أخبر صاحبه أنه لو كان معه لقي عناء كما لقبه هو. 256- إنَّكَ لَتُكْثِرُ الْحَزَّ وَتُخْطِئُ الْمَفصِلَ. الحزّ: القَطْع والتأثير، والمفاصل: الأوصال، الواحد مَفْصِل. يضرب لمن يجتهد في السعي ثم لا يظفر بالمراد. 257- إنَّكَ لَتَحْدُو بِجَمَلٍ ثَقَالٍ، وَتَتَخَطَّى إلَى زَلَقِ المَرَاتِبِ. يقال: جمل ثَقَال، إذا كان بطيئا، ومكان زَلَق - بفتح اللام - أي دَحْض، وصف بالمصدر. يضرب لمن يجمع بين شيئين مكروهين. 258- إِنَّهُ لَحُوَّلٌ قُلَّبٌ. أي: دَاهٍ مُنْكر يحتال في الأمور ويقلبها ظَهْراً لبَطْنٍ، قال معاوية عند موته وحُرَمُه يبكين حوله ويقلبنه: إنكم لتقلبون حُوَّلاً قُلَّباً لو وقى هول المطلع - أى القيامة - ويروى إن وُقىَ النارَ غداً. قال الأصمعي: المطلع هو موضع الاطِّلاَع من إشراف إلى انحدار، فشبه ما أشْرَفَ عليه من أمر الآخرة بذلك، قال الفراء: يقال رجل له حُولَةٌ، وحُوَلَةٌ أي داهٍ مُنْكر، وكذلك حُوَّلِىٌّ وينشد: فتىً حُوَّلِيٌّ مَا أرَدْتَ أرَادَهُ * مِنَ الأمْرِ إلاَّ أنْ تُقَارِفَ مَحْرَمَا قيل: كان الأصمعي يعجبه هذا البيت. 259- أَكْلٌ وَحَمْدٌ خَيْرٌ مِنْ أكْلٍ وَصَمْتٍ. يضرب في الحث على حمد مَنْ أحسن إليك. 260- إنَّمَا تَغُرُّ مَنْ تَرَى، وَيَغُرُّكَ مَنْ لا تَرَى. أي: إذا غَرَرْتَ مَنْ تراه ومكرت به أو غدرت فإنك المغرورُ لا هو، لأنك تجازَى ويروى بالعين والزاي، يعني أنك تَغْلِبُ من تراه ويغلبك اللّه جل جلاله. 261- إنْ تَعِشْ تَرَ ما لَمْ تَرَه. هذا مثلُ قولهم "عِشْ رَجَباً تَرَ عَجَباً" قال أبو عُيَيْنَةَ المهلبيّ: قل لِمَنْ أبْصَرَ حالا مُنْكَرَهْ * وَرَأَى مِنْ دَهْرِهِ ما حَيَّرَهْ [ص 58] ليس بالمنكر ما أبصرته * كل من عاش يَرَى ما لم يَرَهْ ويروى رأى ما لم يره. 262- أيْنَ يَضَعُ الْمَخْنُوقُ يَدَهُ. يضرب عند انقطاع الحيلة، وذلك أن المخنوق يَحْتَاط في أمره غاية الاحتياطِ، للندامة التي تصيبه بعد الخنق. 263- إِنَّ خيْراً مِنَ الْخَيْرِ فَاعِلُهُ، وَإِنَّ شَرَّاً مِنَ الشَّرِّ فَاعِلُهُ. هذا المثل لأخٍ للنعْمَان بن المنذر يقال له عَلْقَمة، قاله لعْمرو بن هند في مواعظ كثيرة، كذا قاله أبو عبيد في كتابه. 264- أخَذُوا طَرِيقَ الْعُنْصُلَيْنِ. ويروى "أخذ في طريق العُنْصُلَيْنِ" قالوا: طريقُ العنصلِ هو طريقٌ من اليمامة إلى البصرة. يضرب للرجل إذا ضَلَّ. قال أبو حاتم: سألتُ الأصمعي عن طريق العنصلين، ففتح الصاد وقال: لا يقال بضم الصاد (في القاموس أنه بوزن قنفذ) قال: وتقول العامةُ إذا أخطأ الإنسان الطريقَ: أخذ فُلاَنٌ طريق العنصلين، وذلك أن الفرزدق ذكر في شعره إنسانا ضلّ في هذا الطريق فقال: أرَادَ طَرِيقَ العُنْصُلَيْنِ فياسَرَتْ * بِه العِيسُ فِي نَائِي الصُّوَى مُتَشَائِم أي متياسر، فظنت العامة أن كل مّنْ ضل ينبغي أن يقال له هذا، وطريق العنصلين طريق مستقيم، والفرزدق وصَفه على الصواب، فظن الناس أنه وصفه على الخطأ، وليس كذلك. 265- إِنَّكَ لاَ تَدْرِي عَلاَمَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ. ويروى "بِمَ يُولع هَرِمُك" أي نفسك وعقلك، قاله ابن السِّكِّيت، ونزِئ الرجل إذا أولِعَ نزأ، ورجل مَنْزوء بكذا: مُولَع به. يضرب لمن أخذ فيما يكره له بعد ما أسن وأهتربه. ذكروا أن بُسْرَ بن أرْطاَة العامِرِيَّ من بني عامر بن لؤي خَرِف، فجعل لا يسكن ولا يستقرّ حتى يسمع صوت ضرب، فحُشى له جلد، فكان يضرب قدّامه فيستقر، وكان النَّمِرُ بن تَوْلَب خَرِف، فجعل يقول: ضيفكم ضيفكم لا يضع إبلكم إبلكم، وأهترت امرأة على عهد عمر رضي الله تعالى عنه فجعلت تقول: زوّجوني زوّجوني، فقال عمر: ما أهتر به النَّمِرُ خير مما أهترت به هذه. [ص 59]
|